.::. الجمال الحقيقي بين المنظر و الجوهر .::.
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ......
الجمال الحقيقي ....
هو جمال الروح وسمو الأخلاق ...
الجمال هو قوة الإنسان في إقناع الآخرين ...
بعظمة التواضع ... ومساوئ التكبر والتعالي ؛
نعم إنه السعادة الحقة فيه راحة النفس وعلوها ورفعتها ...
يحق للإنسان أن يوصف بالجميل عندما يترفع عن عادات
بعض الناقصين في المجتمع الكبير ؛
الجمال ليست كلمة تقال حينما ترى العين ما يعجبها من المناظر
وليس الجمال عبارة عن جملة ينطقها الإنسان أيضا ليصف فيها الجمال نفسه ؛
إن الجمال الحقيقي شيء أبلغ من ذلك وأكمل فهل كل حسن جميل ! ...
وهل كل وسيم جميل ! كلا ؟: فالجمال حالة خاصة بين الكلمات
لو أن الإنسان أعطى لنفسه الضوء الأخضر لسبر أغوار الحقيقة
لوجد أمام عينيه الإجابات لكل الأسئلة والاستفسارات السابقة
حول المعنى الصحيح للجمال الحقيقي ...
من العدل أن لا نظلم أنفسنا بتحريفنا لكلمة الجمال فنفقدها معناها
حينما نهبها لمن لا يستحقها لمن يبدو لنا جميل المنظر ( سيئ الجوهر ) ...
الجمال هو روعة الأخلاق وسمو الفكر ونضوج العقل
الجمال هو أن تجعل الآخرين يندفعون تجاهك معانقين ،، محبين ...
ماهي ردة فعل أحدنا لو جمعته الظروف يوما
بإنسان لا يحمل من صفات الوسامة شيء ؟ ...
وشاء الله أن يدور بيننا وبينه حديث عابر فوجدناه
رائع الفكر ، طليق اللسان ، ذكي ، لماح ، طيب ، مرن ،
يتصف بالكرم وحسن الخلق ، فياهل ترى ماذا سنقول عنه ؟ ...
وما الوصف المناسب الذي يجب علينا أن نطلقه عليه ؟
أليس من حق كلمة الجمال أن تطالبنا بأن نطلقها
على تلك الشخصية الرائعة ... وذالك الإنسان الجميل .
********
حدثني إحدي أقربائي عن زوجته التي اقترن بها حديثاً ...
لم أره سعيدا بهذا القدر من قط كان يحمدلله كثيرا على توفيقه بان زوجه بها ...
وجعل يمتدحها بشكل صور لي انه لابد لهذه المرأة ان تكون من احدى حوريات الجنان ...
بالتأكيد لم يذكر لي شيئا من صفاتها الخلقية او شكلها ...
لكني غمزت له ممازحا : وماذا عن جمالها ؟
جاوبني وقال : لن تصدقني أن قلت لك أن جمالها بسيط ومتواضع ...
وصدق حينما قال ... لأني لم أصدقه فعلا !
فقريبي هذا على قدر من الوسامة وله من الصفات مايندر وجودها ...
أضف الى ذلك مركزه الإجتماعي ووضعه المادي الأكثر من ممتاز ...
فكيف له ان يتزوج بإمرأة أقل ما توصف بأنها عادية ؟!
سألته عن سر هذه الزيجة الغير مقنعة بعد ان استبعدت في ذهني
مسئلة المصلحة المادية وغيرها ! ...
جاوبني بكل بساطة ...انه رأى فيها كل شيء ...
وكيف لا وهي تحبه حبا لا يقدر بأغلى الأثمان ...
وكيف لا وهم على درجة من الانسجام روحا وقالباً ...
وكيف لا وصفات انوثتها تخضعه كنمر أعياه سوط سيّده ...
وكيف لا و لمساتها الحانية تعطي لحياته معنا أجمل ...
وعلى قوله نحن فولة انقسمت الى نصفين ... وجدت بها توأم روحي ...
أني أراها أجمل النساء اطلاقاً ! ...
لم أعقب بعده بشيء سوى ان اتمنى له التوفيق في حياته الجديدة ....
لكني أدركت فعلا ان جمال الشكل فتان ... لكن جمال الروح طغيان ! ...